نشهد في الآونة الأخيرة جدلا ساخنًا حول تصاعد ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي، ومن ضمنها جرائم العنف ضد النساء.

وجهات نظر عديدة حاولت تحليل أسباب تزايد هذه الظاهرة وامكانيات لجمها. بالإضافة الى محاولات لعرض المشكلة على أنها متأصلة في المجتمع العربي وذلك باستخدام آراء مسبقة عنصرية وتمييزية والأهم من ذلك تنصل مؤسسات الدولة من المسؤولية.

يقوم مركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي بمتابعة توجهات وتقديم الدعم من خلال خط المساعدة الذي يعمل على مدار 24 ساعة متواصلة ومن خلال منصة التشات والتي تعمل ايام الاحد حتى الخميس من الساعة 20:00 حتى 23:00.

بلغ عدد التوجهات للمركز خلال عام 2021 (في الفترة الزمنيّة الممتدّة من شهر كانون الثاني حتى شهر أيلول) والتي تشمل جميع انواع الاعتداءات، بما فيها جسدية وجنسية وكلامية واقتصادية وغيرها، 1065 توجهًا.

كما لوحظ ازدياد بعدد التوجهات لمركز المساعدة مقارنة بالعام الماضي 2020 حيث بلغ عدد التوجهات حينها 964 لنفس الفترة الزمنية

10
%
زيـادة بعدد التـــوجهات لــمركز
المساعدة نسبة للعام الماضي
50
%
مـــن التوجهات كانت بعد نصف سنة
حتى سنة من تعرض الضحية للاعتداء

بحسب المعطيات أن غالبية التوجهات التي وصلت لمركز المساعدة كانت من قبل نساء وفتيات تتراوح أعمارهن بين 19-25 عامًا، واللواتي بغالبيتهن توجهن لطلب المساعدة خلال مدّة زمنية قصيرة من الاعتداء.

مما يشير إلى ارتفاع في الوعي العام عند النساء والفتيات حول الموضوع وامكانيات طلب المساعدة.

من الجدير تسليط الضوء على الارتفاع في عدد التوجهات حول الاعتداءات على اطفال (دون ال 18 عام)، فبحسب المعطيات الظاهرة في الرسم البياني رقم 2 فان نسبة التوجهات حول الموضوع وصلت الى 27% من التوجهات، فإن هذا الارتفاع ملحوظ ليس فقط في التوجهات التي تصل الى مركز المساعدة التابع للجمعية إنما الظاهرة في ارتفاع عام ملحوظ مما جعل الأوساط الطبية ومراكز العلاج النفسي، تسلط الضوء على ظاهرة بشكل خاص.

المدة الزمنية بين الاعتداء والتوجه للمركز

العمر عند الاعتداء السابق

وتشير المعطيات، كما يظهر بالرسم البياني أدناه (الرسم بياني 3) أن 70% من المتوجهات أشرن إلى اعتداء سابق حصل قبل بلوغهن 18 سنة.

ويؤكد هذا المعطى عن حالات التكتم على جرائم الاعتداءات الجنسية والجسدية على القاصرات، والذي يمكن أن يؤدي إلى إنكار الحالة النفسية للضحية وعدم حصولها على العلاج المناسب.

كما وان هذا المعطى يشدد على أهمية وضرورة توسيع برامج رفع الوعي حول موضوع الاعتداء على الأطفال والتبعات النفسية والجسدية لهذه الاعتداءات على الأطفال القاصرين/ات واهمية حصولهم/ن على دعم وعلاج مناسب وكذلك الكشف ومعاقبة المجرمين المعتدين.

ارتفاع ملحوظ في التوجهات لمركز المساعدة

وتجدر الإشارة إلى أنه بدأ ارتفاع ملحوظ 4% (الرسم البياني 4) في التوجهات لمركز المساعدة لنساء وفتيات تعرضن للاعتداء الجنسي باستعمال سم الاغتصاب.

تصدّرت هذه الظاهرة الخطيرة العناوين مؤخرًا في قضايا تحرشات واعتداءات جنسية. فبحسب تقرير مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست 2021 والذي قدم للجنة البرلمانية لمكافحة الكحول والمخدرات تم الإشارة أنه تم تحويل 90 حالة (سنة 2021) للفحص المختبري في مستشفى شيبا للكشف عن سم الاغتصاب مقابل 29 فحص (سنة 2020) إن الاشكالية المركزية في هذه القضايا هي أن هذا السم الخطير قابل للتطاير بسرعة، ويبقى بالجسم لساعات معدودة بعد الاستعمال.

الأمر الذي يجعل إثبات استخدام هذا السم شبه مستحيل.

لذا يعتبر سم الاغتصاب من المخدرات الخطيرة خاصة أن متعاطيه لا يتذكر أي تفاصيل حصلت له خلال تواجده تحت تأثير المخدر.

21% من المتوجهات تم الاعتداء عليهن من قبل صديق

يمس الاعتداء الجنسي بكل عالم الفتاة/المرأة، النفسي، الانثوي، الجسدي، الإدراكي والاجتماعي ومعها يتضرر أيضًا تصور عالمها الأساسي كرامتها كإنسان، حقيقة الامن في الحياة، والقدرة على مواصلة بناء علاقات إنسانيّة سليمة.

لذلك يجب توفير تدخل علاجي داعم ومحتوي خاص من أجل إعادة الثقة بالذات والسيطرة على حياتها والقدرة على الاختيار.

61
%
من الاعتداءات الجنسية
في بيت الضحية

تصبح الجرائم مركبة أكثر عادة في الحالات التي يكون فيها المعتدي من الأشخاص المقربين للضحية، الأمر الذي يسهل من إمكانية استمرار الاعتداءات.

وكما يبيّن الرسم البياني رقم 5 فإن 21% من المعتدين هم من ضمن أصدقاء الضحية. وحوالي 60% من المعتدين هم من أفراد العائلة -مثل أب، أخ، ابن عم.

بالإضافة الى ذلك تمت 61% من الاعتداءات الجنسية في بيت الضحية (الرسم البياني رقم 6). كما تمت 94% (الرسم البياني رقم 7) من الاعتداءات الجسدية والكلامية والنفسية داخل البيت. وعليه، من غير المستبعد أن تتعرض الضحية لاعتداءات مستمرة خاصة في ظل سياسة كم الأفواه والتستر على المعتدين وتعميق السلطة الابوية والذكورية ضد الضحايا

16
%
من الاعتداءات الجنسية تحدث من
خلال شبكات التواصل الاجتﻤﺎعي

كما تشير المعطيات من مركز المساعدة إلى ارتفاع في قضايا العنف والتحرش الالكتروني، حيث أظهر التقرير أن 16% من الاعتداءات المبلغ عليها تحصل في الشبكة، لا يشمل الاعتداءات الجسدية التي يستخدمها المجرم لابتزاز وترهيب ضحيته إلكترونيا.

يمكن تفسير هذا الارتفاع كنتيجة للتغيرات الحياتية التي فرضتها جائحة الكورونا من تواصل الكتروني.

ومن الجدير ذكره، أنه رغم خطورة كل المعطيات أعلاه، ما زالت النسبة الأكبر لضحايا العنف الجسدي والجنسي 83% تتجنب التوجه للشرطة وذلك لانعدام الثقة بهذه المؤسسة التي بات جليًا أنها تتبنى سياسة التمييز ضد المواطنين العرب وبالتالي تتقاعس في علاج كل موضوع العنف المستشري في المجتمع العربي.

كما أنه معروف أن المسار الجنائي يستمر لفترة زمنية طويلة، ويصل أحيانًا لسنوات عدة مما يتطلب الصبر والعزيمة وإيمان الضحية بالعدالة التي يجب أن تأخذ مجراها حتى لو استغرق وقت طويل، الأمر الذي يعيق من توجه الضحايا للشرطة.

أن حقيقة إغلاق الملفات في حالات عديدة بسبب عدم وجود إثباتات كافية، تجعل العديد من الضحايا يرفضن تقديم الشكوى، بحسب تقارير اتحاد مراكز المساعدة نسبة 83% من الشكاوى تم إغلاقها بموضوع التحرشات والاعتداءات الجنسية بحجج عدم وجود أدلة كافية.

وتختتم جمعية نساء ضد العنف ومركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي التقرير بكلمات شكر وتقدير لطاقم المتطوعات العاملات في المنصات المختلفة، اللواتي يواصلن الليل بالنهار من أجل دعم النساء، بإنسانية ومهنية وعدالة لزرع روح الأمان والاحتواء لهنّ ودعمهن من أجل العيش الكريم.

كما وتقدّر نساء ضد العنف، جميع النساء، الصبايا والفتيات اللواتي توجهن ووثقن بطاقم المركز والجمعية. ويؤكد طاقم الجمعية انهن موجودات للمساعدة والدعم عبر خط الدعم الذي يعمل طيلة أيام الأسبوع 24/7 من خلال الهاتف 04-6566813 او عبر منصة الدردشة السرية  www.chatwavo.org والتي تعمل ايام احد حتى الخميس من الثامنة مساء حتى منتصف الليل (20:00 -23:00).

83
%
مــن مــلفات جــرائم الــعنف ضد النساء دون بذل كل الجهود المطلوبة من أجل معاقبة المجرمﻴﻦ
إبدأ التشات